وکالة أنباء الحوزة – أکد الأستاذ في حوزة النجف العلمیة الشیخ غالب الناصر في مقابلة مع مراسلنا أن الفکر الشیعي قدم إنجازات کثیرة طوال تأریخه وخدم العالم الإسلامي وأسهم بشكل فاعل في تطویر العلوم الإسلامية.
وفيما يلي نص المقابلة:
الحوزة: ما هو دور الشیعة في تطویر الفکر الإسلامي؟
علماء الشیعة کانوا علی إرتباط خاص بأهل البیت (علیهم السلام) وهم قریبون من الرسول الأعظم ومن القرآن الکریم ولیس بغریب أن تکون هذه المنظومة، منظومة علمیة وأخلاقیة بإمتیاز؛ لأن القرآن الکریم إنما جاء لإتمام مکارم الأخلاق ولاستنهاض همم العقول في تطویر الحیاة وتبسیطها ورفع مستوی المعیشة الإنسانیة وهذا ما حصل بعد مجيء الإسلام وحتی یومنا الحاضر شکلت هذه المعارف التي أسس لها أهل البیت (علیهم السلام) ومدرستهم وعلماء الطائفة رافعة قویة لمجمل الحضارة العالمیة ورافداً مهماً ونورانياً في کل المجالات من ضمنها التأریخ والفسلفة والعلوم الإنسانیة ودراسة اللغة .
مثلا الإمام علي (علیه السلام) هو الذي أوصی إلى أبي الأسود الدؤلي بضرورة البحث اللغوي. ألم یکن الإمام الصادق علیه السلام هو المؤسس لجامعة الکوفة التي رفدت العالم الإسلامي بالعلم والمعرفة. ألم یکن الإمام الصادق (علیه السلام) هو الأستاذ الأول للمذاهب الإسلامیة . علماء المذاهب الإسلامیة هم تلامذة الإمام الصادق (علیه السلام) . إذا هناك رافعة قویة وکبیرة من قبل العالم الإسلامي سيما مدرسة أهل البيت (ع) في مجمل الحضارة العالمیة.
الحوزة: ما هو دور الوهابیة في اضمحلال الفکر الإسلامي؟
الوهابیة لا تمثل الفکر الإسلامي، الوهابیة حرکة عنصریة تأسست عام ۱۷۴۴ بالاتفاق مع آل سعود و کانت في أغراض وأهداف معینة إختارت من التراث الإسلامي ما یخدم مصالحها وأغلب هذه الأحادیث و المرویات التي اختارتها هي إسرائیلیات تتحدث عن الله الذي هو مجسد وعلی شکل شاب أمرد أو تتحدث عن تکفیر الفرق الإسلامیة.
هذه أفکار یهودیة کانت وراءها أیدي إستعماریة و خفیة وهؤلاء أصلا لا یقارنون بالشیعة. يا ترى ما هي مساهمة الوهابیة والقاعدة وتنظیماتها الإرهابیة في رفد الفکر الإنساني، فهؤلاء إرهابیون و ثبت کم یلعبون علی تناقضات هذا العالم.
نعم هم رفدوا العالم في الجریمة والقتل والسبي، أي شوهوا سمعة الإسلام و قدموا مستنقع آس کبیر هو إصدار داعش وجرائم داعش وقالوا هذا هو الإسلام. أما إسلام الرسول الأعظم (ص) وإسلام أهل البیت (علیهم السلام) وشیعتهم فيرتبط علمیا وأخلاقیا بصدر الإسلام.
الحوزة: كانت لك مشاركة في مؤتمر "دور الشيعة في تأسيس العلوم الإسلامية وتطويرها"، کیف تقیم مستوی المؤتمر؟
المؤتمر كان جيداً وقد أرفد من قبل المؤسسة الدينية في إيران وأسهم فيه عدد كبير من العلماء والمفكرين والباحثين من كل أنحاء العالم، وقد خرج المؤتمر بـ ۵۵ إصداراً تتناول مقولة تأسيس العلوم الإسلامية وتطويرها في العالم الإسلامي ودور الشيعة في ذلك.